رسائل الي ابنتي .. التي لم انجبها بعد 2

الموت

اعلمي انه احدي الحقائق الثابتة القليلة في هذه الدنيا

بل .. ربما الحقيقة الوحيدة

وأن كل نفس ذائقة الموت

نعم ستموتين وأموت .. هذا ان لم اكن قد مت لحظة قراءتك هذه الكلمات

فلا تفزعي، هو ناموس كوني

خلقه الله رحمة

وخلقه الله وعدًا مفعولا

..

حين يموت احدا تعرفينه .. أتعلمين لِمَ تتفاجئين لعدد من الثواني قبل ان تصدري ردا للفعل؟

لأن عقلك ينسي حقيقة الموت

فقد كان امرًا مسلم به ان هذا من تعرفينه، هو من الاحياء

فحين اصبح من الاموات، لم يكن من السهل علي عقلك استيعاب انه لم يعد موجود بعد

لأن عقلك ينسي حقيقة الموت

وتسول لك نفسك بان الجميع باقون

وبأن دائمًا لا يزال في العمر بقية

وماذا تتوقعين ان تسول لك نفسك اذا ما اخبرتيها انها ستفني وتنتهي؟ هل ستسعد؟

حسنا دعيني اعترف لكي

ان نفسك لن تتقبل ذلك بصدر رحب الا اذا كانت في قرب من معية الله

فاذا كنتي قريبة من ربك رب العباد مالك يوم الدين، فحينها فقط لن تقاوم نفسك بقوة حقيقة الموت

أسأل الله لكي ولي نفسًا مطمئنة يقال لها ارجعي الي ربك راضية مرضية

نصيحتين أود أن أسوقهما اليكي قبيل انتهائي من تلك المجموعة من الكلمات

الأولي

ان احمدي ربك مع كل صباح، انه أحياكي بعدما أماتكي .. وتذكري انه سيأتي يوم يحييكي فيه من قبرك لتقفي يوم العرض عليه .. ربما ذلك أدعي فلا تنسي حقيقة الموت والاستعداد له

وان احمدي ربك مع كل مساء قبيل نومك، فنفسك لا تعلمين مرساها الليلة وكل ليلة، وهل سيردها خالقها الي الدنيا ام سيتوفاها برحمته .. وتذكري انه يأتي يوم علي الانسان لا يستيقظ فيه الا باذن ربه .. ان وعد ربك كان مفعولا .. فعسانا نستيقظ في ذلك اليوم علي جنة الخلد باذن الله

الثانية

ان اجعلي اي وفاة في حياتك وقفة لك مع الله

وتخيلي نفسك أنكي من مات في هذا اليوم

فاتبعي بقلبك الجنازة وصلي صلاتها

عسي يجدد الله قلبك

اما بعد

فلا تخافي من الموت لكن تذكريه

المطلوب فقط هو ان اجتهدي ليرضي الله عنكي

فمن هذا الذي يخاف دخول الامتحان الا من لم يقم بالمذاكرة؟

فقط قومي بمذاكرتك كما ينبغي قدر وسعك

لان يوما ما سيأتي ميعاد دخول الامتحان